المكسرات: للوقاية من امراض القلب ومزاج افضل!

0

المكسرات: للوقاية من امراض القلب ومزاج افضل!

المكسرات من الوجبات الغير ثقيلة صحية ولذيذة في نفس الوقت، لكن أحدث الدراسات أجراها مركز التغذية في جامعة كاليفورنيا كشفت عن فوائد أكبر بكثير لتناول المكسرات، تصل الى وقاية القلب، والمزاج، والمحافظة على وزن مثالي.

المكسرات: فوائد لصحة القلب وتحسين المزاج!

من دراسة حول التحكم بالوزن إلى اكتشافات صحية مذهلة

أوضحت الدكتورة تشاوبينغ لي، رئيسة قسم التغذية السريرية في جامعة UCLA والباحث الرئيسي للدراسة، أن رحلة الدراسة بدأت بسؤال بسيط: “هل تسبب المكسرات زيادة الوزن لارتفاع محتواها من السعرات الحرارية والدهون؟”، لكن قررت الدكتورة وزملاؤها في الدراسة جمع بيانات إضافية، مما أدى إلى كشف أسرار صحية مخفية أخرى، فقد وجد أن تناول المكسرات كمن الوجبات الغير ثقيلة خلال حمية خسارة الوزن ساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والشعور بالشبع لفترة أطول أيضاً.

حيثيات الدراسة ونتائجها

تم تقسيم 89 مشاركاً إلى فئتين على مدار 24 أسبوعاً. طُلب من جميع المشاركين في الدراسة خفض كمية السعرات الحرارية المتناولة يومياً بمقدار 500 سعرة، مع إضافة من الوجبات الغير ثقيلة لنظامهم الغذائي. تناولت المجموعة الأولى من المشاركين من الوجبات الغير ثقيلة يومية عبارة عن 1.5 أوقية من المكسرات المخلوطة (حوالي 40 غرام)، بينما تناولت المجموعة الأخرى من الوجبات الغير ثقيلة تحتوي على نفس السعرات الحرارية من البريتزل.

المرحلة الأولى

بعد الاثني عشر أسبوعًا الأولى، سجّلت كلتا الفئتين خسارة في الوزن بغض النظر عن نوع الوجبة الخفيفة. لكن المفاجأة كانت في النتائج الأخرى، فقد أظهرت الدراسة أن المجموعة التي تناولت المكسرات شعرت بالشبع بشكل أكبر، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانبساطي (الضغط في الشرايين أثناء استراحة القلب بين النبضات).

المرحلة الثانية

خلال 12 أسبوع التالي، عاد المشاركون إلى نظامهم الغذائي المعتاد مع الاستمرار في تناول الوجبات الخفيفة المخصصة لهم. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا المكسرات كانوا قادرين على المحافظة على وزنهم بشكل أفضل من المجموعة الأخرى التي تناولت البريتزل.

شرح أدق لنتائج الدراسة

كشفت الدراسة أن المكسرات، إلى جانب خفض ضغط الدم وتعزيز الشعور بالشبع، تحتوي على نسبة عالية من الألياف والبوليفينول التي تمتلك خصائص البريبايوتكس (Prebiotics)، أي أنها مصدر غذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء، وبالتالي يمكن أن يكون لها دور في تغيير ميكروبيوم الأمعاء، وتقليل البكتيريا الضارة.

للغوص أعمق في هذه الفوائد، قام الباحثون بتحليل عينات البراز والدم التي تم جمعها من المشاركين، وتم استخدام هذه التحاليل لمعرفة ما إذا كانت التغييرات في ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن تفسر العلاقة بين استهلاك المكسرات وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

السر للحصول على “هرمون السعادة”

لم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ أظهرت الدراسة أن المكسرات تحتوي على حمض أميني أساسي يُسمى التريبتوفان (Tryptophan)، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بتقلب المزاج، ومعروف باسم “هرمون السعادة”. وأظهرت الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا المكسرات لديهم مستويات أعلى من السيروتونين، ما يعني تحسّن الحالة المزاجية بشكل عام.