ضرورة المحافظة على التغذية المفيدة مع حقن التنحيف
يصر علماء التغذية على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء استخدام أدوية تقليل الوزن، محذّرين من أن كبح الشهية الذي تحدثه هذه العقاقير قد يؤدي إلى سوء التغذية لدى بعض المرضى!
نظرة سريعة على أشهر حقن التنحيف
فئة جديدة من العقاقير أصبحت شائعة بين الأفراد الذين يعانون من السمنة، ومن أشهرها إبر أوزمبيك ومونجارو ومثيلاتها.
معروفة أيضاً بـ”محفزات هرمون GLP-1″، وهي في الأصل أدوية موافق عليها من قبل FDA لعلاج السكري، وليست مخصصة أساساً لخسارة الوزن، ولكن تأثيراتها الناجحة في تخفيف الوزن جعلتها توصف بشكل غير رسمي لهذا الغرض.
تعمل هذه العقاقير على تقليل الشهية عن طريق إبطاء عملية إفراغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء، مما يساعد المرضى على الشعور بالشبع لفترة أطول.
أخطار عدم الإهتمام بالتغذية عند استعمال حقن التنحيف
تقول كريستين جوكاسيان، أخصائية التغذية المسجلة في برنامج إدارة الوزن الطبي بجامعة UCLA: “قد يواجه الأشخاص الذين يستخدمون حقن التنحيف الوزن صعوبة في المحافظة على نظام غذائي متوازن، مما قد يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية”.
بسبب شعورهم بالشبع لفترة طويلة، قد لا يتناولون ما يكفي من الطعام لتلبية احتياجاتهم الغذائية، وللتغلب على ذلك، من المهم التركيز على تناول البروتين والألياف والماء بشكل متوازن أثناء استخدام هذه العقاقير.
“يحتاج مرضى حقن التنحيف إلى مصدر جيد من البروتين والألياف بانتظام، ينبغي أن يحرصوا أثناء استخدام الحقن على الالتزام بنظام غذائي متوازن يشمل البروتين الخالي من الدهون، والفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة: مثل الكينوا، والحنطة السوداء، والشعير، والتي تعد مليئة بالألياف والبروتين، كما أنها تساعد على الشعور بالشبع أيضاً”، وفقاً للأخصائية.
البروتين وتمارين القوة لبناء العضلات
الاحتفاظ بالكتلة العضلية للجسم في غاية الأهمية للمرضى الذين يستخدمون حقن التنحيف، وذلك من خلال تناول كميات كافية من البروتين في الطعام إلى جانب ممارسة تمارين القوة، مع التركيز على التوازن والتنوع في تخطيط الوجبات.
يساعد النظام الغذائي الغني بالبروتين على منع فقدان العضلات أثناء خسارة الوزن، وهو عامل مهم للصحة بشكل عام وعمليات الأيض أيضاً.
ضرورة شرب الماء أيضاً
تلمح أخصائية التغذية جوكاسيان إلى أن غالبية المرضى الذين يستخدمون حقن التنحيف لا يحبون شرب الماء أو لا يشربون كمية كافية منه، لذلك، من الضروري التأكد من حصولهم على كمية كافية من الماء، أي ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، خاصةً وأنه جزء مهم من عملية خسارة الوزن.
التعامل مع “الأكل العاطفي”
بينما يمكن أن تساعد حقن التنحيف في كبح “الأكل العاطفي” والرغبة القوية لتناول الطعام، اللذين يمثلان تحديًا شائعًا لدى المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن، أكدت جوكاسيان على ضرورة إنشاء عادات غذائية صحية للحفاظ على النجاح على المدى الطويل.
وأوضحت: “بعض أدوية تقليل الوزن قصيرة المدى، بينما أدوية GLP-1 هي طويلة الأمد. بغض النظر، معظم الأشخاص الذين يتوقفون عن تناولها غالباً ما يستعيدون الوزن الذي فقدوه؛ لأن الشعور بالجوع يعود مجدداً”.
وهذا يصر ضرورة تطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع المشاعر السلبية المرتبطة بالأكل العاطفي دون اللجوء إلى الطعام؛ للحفاظ على الوزن الأفضل.
الأضرار المحتملة لحقن التنحيف والتعامل معها
قد يعاني المرضى الذين يتناولون أدوية GLP-1 من آثار جانبية شائعة، مثل الغثيان، والتقيؤ، والإمساك، خاصة إذا لم يحصلوا على ما يكفي من الألياف، بالإضافة إلى ضمور كتلة العضلات.
العديد من الآثار الجانبية هذه تحدث بسبب المفهوم الخاطئ لدى المرضى بأن تناول كمية أقل من الطعام هو أمر جيد. تقول الأخصائية: “أسمع الكثير من المرضى يقولون ‘هذا رائع. أنا لا أتناول الطعام لأنني لست جائعاً!’ هذا خطأ، نحن نريد منك أن تستمر في الأكل، وتحصل على العناصر الغذائية المفيدة، ولكن من خلال تناول الأطعمة الصحيحة فقط”.
الاستشارة الغذائية سر النجاح
إن دور أخصائي التغذية في غاية الأهمية للمرضى الذين يستخدمون أدوية التنحيف للتأكد من حصولهم على كميات كافية من الماء، ومعرفة أي حساسية غذائية لديهم، أو تفضيلات معينة لوضع خطة وجبات مناسبة لهم تضمن حصولهم على التغذية المفيدة أثناء رحلة خسارة الوزن.